عندما ظهر "اليوتوب" كموقع لإنشاء المحتوى عبر
تقنية "الفيديو" لم يكن يعرفه الكثيرون، وكانت القنوات الموجودة عربيا
ذات محتوى هادف وتعليمي؛ خصوصا في مجال "التكنولوجيا"، غير أن انتشار
الإنترنيت بكثرة وتزايد الإقبال على شراء الهواتف الذكية، ساهم في تزايد قنوات "اليوتوب"
في العالم العربي؛ لكن هذه المرة ليس في مجال التعليم أو المجالات الهادفة، وإنما
في مجالات تافهة، وأصبح الهدف منها هو الربح فقط، وأضحت قنوات التعري و"روتيني
اليومي" هي أشهر القنوات، وأكثرها ربحا للمال.
غوغل أدسنس يسيل لعاب "اليوتوبرز"
ساهمت شركة غوغل أدسنس للإعلانات في ظهور ما يسمى
ب"أغنياء اليوتوب" الذين راكموا ثروات مالية، ويربحون أموالا طائلة
شهريا من مشاهدات إعلانات أدسنس، وتقدر تلك المشاهدات بالملايين، والغريب في الأمر
أن أغلب تلك القنوات تصنف في خانة "التفاهة"، وهو ما يفسر أن الجمهور
الافتراضي العربي يُقْبِل على مشاهدة "قنوات التفاهة" بشكر كبير، ولا يُعِيرُ
كثير الاهتمام للقنوات الهادفة، ومع
انتشار الربح من غوغل أدسنس يزداد لعاب "اليوتوبرز" سيلانا، وتزداد
التفاهة انتشارا.
روتيني اليومي أشهر قنوات التفاهة
عرف "اليوتوب" ظهور قنوات رأسمالها الأساسي هو
التعري، وإظهار المفاتن، وتحريك المؤخرات، وهي في ملكية نساء يملكن أجسادا مغرية
يعملن على تصوير أعمال يقمن بها داخل منازلهن مع التركيز على إظهار المفاتن، وتحريك
المؤخرة، أو تصوير "فيدو" داخل غرفة النوم بملابس مغرية، والحديث عن
الجنس والملابس الداخلية؛ وذلك قصد جلب عدد أكبر من المشاهدين لزيادة أرباح أدسنس
عن طريق مشاهدة الإعلانات، وهذا النوع من القنوات هو أقصى ما وصل إليه المحتوى
التافه في العالم العربي.
دعوات لغلق قنوات التفاهة والروتين اليومي
شن الكثير من صناع المحتوى العربي الهادف حملة واسعة ضد
هذه القنوات التافهة، وتعالت أصوات كثيرة تطالب بغلق هذه القنوات، والأسباب متعددة
منهم من يرى أنها منافية للأخلاق، ومنهم من يرى أنها تنشر التفاهة، ومنهم من يرى
أن لها تأثيرا سلبيا على المجتمعات العربية، ومن بين الدعاة لاتخاذ إجراءات ضد هذه
القنوات "اليوتوبرز" المغربي "أمين رغيب" الذي يرى أن على الدولة المغربية التدخل ضد هذه القنوات لأنها
تسيء إلى سمعة المغربيات.