يُعتبر "غوغل أدسنس" بمثابة الأكسجين الذي تم ضخه في رئتي الصحافة عبر العالم؛ إذ عانت الصحافة المطبوعة من الكثير من المشاكل والأزمات؛ خصوصا مع ظهور الثورة الإلكترونية وانتشار المواقع الإخبارية الإلكترونية؛ إذ كانت الجرائد والمجلات المطبوعة تعتمد في تغطية مصاريفها على عائدات الإشهار، والتي تسعى إلى جلبها عن طريق مستشاري التواصل والإعلان في كل مؤسسة إعلامية؛ لكن ظهور "غوغل أدسنس" وسيطرتها على حصة الأسد من مجموع الإعلانات عالميا، وانتقال مجال الإعلان والإشهار إلى العالم الافتراضي بدل العالم الواقعي أدى إلى دق المسمار الأخير في نعش الصحافة المطبوعة، وجعلها تقوم بهجرة جماعية اضطرارية إلى عالم المواقع الإخبارية الإلكترونية، والتي راكمت عن طريق "أدسنس" أموالا كثيرة تغطي مصاريف العاملين بها، وتصنف بعض ملاكها في خانة أغنياء العالم الافتراضي. وهو ماجعل البعض يعتبر "غوغل أدسنس" الطريق نحو الثروة في عالم الإِخْبَار والإِشْهَار الإِلِكْتْرُونْيَّيْن.
لكي تكسب المال من موقع إخباري عربي يجب أن يكون زوارك بالآلاف أو الملايين
أدسنس وإشكالية الصحافة الإلكترونية المهنية !
من سلبيات السعي وراء الربح من إعلانات "أدسنس"
تناسل وظهور الكثير من المواقع "الإخبارية" التي لا تحترم قواعد الصحافة
المهنية ولا أخلاقيات مهنة الصحافة، وتسعى نحو جلب الزوار والمشاهدات بكل الوسائل؛
سواء بالكذب وتزوير الأحداث أو العناوين البارزة والمغرية والتي تناقض المضمون،
وتستعمل كل الوسائل بهدف جلب تلك الزيارات التي ستزيد من أرباحها، إذ إن المتصفح
للمواقع الإخبارية على الإنترنيت سيجد أن المواقع الإخبارية المهنية تعد على رؤوس
الأصابع، أما بقية المواقع فلا تقيم للمهنية وزنا بقدر ما يهمها جذب الزوار.
سعر أدسنس يخيب آمال المواقع العربية المبتدئة
إن القول بأن المواقع الإخبارية تجني أموالا كثيرة من
إعلانات "أدسنس" أمر مقبول وطبيعي ولا ينافي الحقيقة التي يعرفها أغلب
مالكي المواقع الإخبارية المشهورة، والتي تتصدر قائمة محرك البحث "غوغل"؛
لكن يجب أن نعلم أن تلك المواقع بذلت وتبذل مجهودا كبيرا يوميا لتحيين مواقعها؛
خصوصا إذا عرفنا أن سعر نقرة "أدسنس" في الدول العربية ضعيف جدا، ولا
يتعدى السِّنِت أو بضع سنتات، ولكي تكسب المال من موقع إخباري عربي يجب أن يكون
زوارك بالآلاف أو الملايين، على عكس المواقع الإخبارية الأجنبية التي لا تستدعي
الكثير من الزوار لتحقيق مبالغ مالية جيدة؛ إذ إن سعر نقرة "أدسنس" في
الدول الأجنبية مرتفع، وقد يصل إلى دولار واحد لكل نقرة في بعض الأحيان، لكن يجب
الإقرار أن المواقع الإخبارية وغير الإخبارية المشهورة تجني أرباحا مالية شهرية من
"غوغل أدسنس".
هل من بديل ل "غوغل أدسنس" في مجال الإعلانات الإلكترونية؟
يبحث الكثير من أصحاب المواقع الإلكترونية عن بديل ل "أدسنس" في مجال الإعلان الإلكتروني والربح من المساحات الإعلانية، وذلك بسبب عدم قبول بعض المواقع في برنامج "أدسنس" أو توقف حساب "أدسنس" بسبب ارتكاب مخالفة من المخالفات التي تشير إليها "غوغل أدسنس" في قانونها الصارم، لكن الحقيقة المرة هي أنه لا يوجد أي بديل ل "أدسنس"؛ لأن هذه الأخيرة تسيطر على حصة الأسد من الإشهار العالمي، وليست هناك شركة للإشهار في عالم الإنترنيت تصل مستوى سعر نقرة "أدسنس" أو مبلغ الأرباح الشهرية الذي تمنحه أدسنس للناشرين، ومجمل القول أنه لا بديل ل "غوغل أدسنس" في يومنا هذا.