تعددت الدوافع التي قد تؤدي ببعض المواطنين في الدول المغاربية إلى العزوف عن تلقي اللقاح المضاد لفيروس كوفيد19"، فبِغَضِّ النظر عن الآراء والمواقف الشخصية الفردية من اللقاح، وَضَّحَ استطلاع أعدته شبكة "البَارُومِيتْر العربي" أن مستوى ثقة المواطن في حكومة دولته، قد تلعب دورا هاما في مدى التعاطي مع لقاح كورونا بشكل إيجابي أو سلبي.
وقد خرج استطلاع الرأي هذا إلى أن هناك ارتباطا بين رضى المواطنين على الأداء الذي قدمته حكومة بلدهم ومدى إقبالهم على عملية التلقيح ضد "كوفيد19".
وقد عبر 77 في المائة من الأشخاص الذين تم استجوابهم في دولة المغرب عن رغبتهم في تلقي اللقاح، وتعتبر هذه النسبة هي الأعلى من بين نسب الدول التي شملها الاستطلاع على المستوى المغاربي والعربي.
وقد عبرت نسبة تقدر ب 12 في المائة
من المواطنين المغاربة عن ترددهم وعدم استعدادهم بشكل كبير لتلقي اللقاح، واعتمد
محللو هذا الاستطلاع لتفسير هذه النتائج على ثقة ورضى الشعوب المغاربية على أداء
حكومات بلدانهم؛ إذ يعتبر الشعب المغربي أكثر رضى على تدبير الحكومة المغربية
لجائحة "كورونا"، وبالتالي الخروج بأقل الخسائر، وهو عامل مهم زرع
الأمان والثقة في علاقة المواطن المغربي بحكومته.
وقد أخذ هذا الاستطلاع بخلاصات التقرير الصادر خلال شهر يونيو
الماضي لتفسير نتائجه، الذي يحدد معدل رضا الشعوب المغاربية عن أداء حكومات
بلدانها، والذي كان فيه الشعب المغربي في أعلى قائمة الشعوب المغاربية الراضية عن
أداء حكوماتهم في طريقة التعاطي مع جائحة فيروس "كوفيد19".
وفي نفس الإطار عبر 70 في المائة
من الأشخاص الليبيين الذين شملهم الاستطلاع عن كامل استعدادهم لتلقي لقاح "كوفيد19"
إذا وفرته لهم السلطات الليبية، ومن جهة أخرى عبر 27 في المائة من الليبيين عن عدم
استعدادهم لتلقي اللقاح.
فيما حلت دولة الجزائر في المركز
الثالث، حيث أكد 40 في المائة من المواطنين الجزائريين الذين شملهم الاستطلاع أن
تلقيهم اللقاح أمر محتمل جدا، أما نسبة التريث والتردد في الإقبال على اللقاح، فتبلغ
53 في المائة.
أما فيما يخص دولة تونس؛ فقد جاء في
الاستطلاع أن نسبة التونسيين الذين أبدوا استعدادهم لأخذ اللقاح هي35 في المائة،
وهي أضعف نسبة سجلها الاستطلاع؛ فيما كانت نسبة المواطنين التونسيين المترددين في تلقي
اللقاح هي 63 في المائة.
واستخلص معدو الاستطلاع إلى أن
هناك عاملين مؤثرين على هذه النتائج وهما:
- تقهقر نسب الثقة في حكومات الدول، والتي توازي انحسار نسب الإقبال على اللقاح؛ فالتدبر الحكومي للأزمة كان حاضرا بقوة ضمن المواضيع التي تداولتها الشعوب في عز الجائحة.
- من المرجح أن مواطني هذه الدول: المغرب، الجزائر، ليبيا، لبنان، الأردن والعراق، قد تأثروا بنظريات المؤامرة والسعي للتحكم في الإنسان ومصيره، وهو ما له تأثير مباشر على معدلات تقبل فكرة اللقاح لدى شعوب هذه الدول.